مقتل ياسر أبو شباب «فاغنر غزة» يفتح صندوق الميليشيات: صراع خفي وتصدعات داخلية تهدد المشهد الأمني في غزة

 قال الدكتور سعيد محمد أبو رحمة المحلل السياسي الفلسطيني، إن مقتل ياسر أبو شباب، الملقب بـ"فاغنر غزة"، إذا صحت الرواية الإسرائيلية، يعيد تسليط الضوء على ظاهرة الميليشيات المحلية المرتبطة بالاحتلال داخل قطاع غزة، ودورها المثير للجدل منذ اندلاع الحرب.

وأوضح أبو رحمة أن تضارب الروايات حول ظروف مقتله وبين من يرجح تصفيته على يد حركة حماس بسبب اتهامه بالتعاون مع الاحتلال، وبين من يربط مقتله بخلافات داخل مجموعته المسلحة يعكس تعقيد المشهد الأمني والسياسي في القطاع، وحجم التوتر داخل هذه التشكيلات.

وبحسب الروايات التي تتهم حماس بالوقوف خلف العملية، فإن أبو شباب تورّط في اختطاف وقتل عناصر من الحركة، إضافة إلى دوره في التنسيق مع الاحتلال في ملفات تُقدَّم إعلامياً باعتبارها "إنسانية"، لكنها عملياً أفرغت من مضمونها التحسّسي لصالح تمرير مصالح أمنية.

في المقابل، تتحدث مصادر أخرى عن أن مقتله جاء نتيجة خلافات داخلية داخل مجموعته المسلحة، وصراعات على النفوذ داخل المناطق التي فرض سيطرته عليها بدعم مباشر أو غير مباشر من الاحتلال.

وأشار أبو رحمة إلى أن مقتل "فاغنر غزة"، سواء جاء بعملية استخباراتية لحماس أو نتيجة تصدّع داخلي، يسلط الضوء على هشاشة البنية التنظيمية لهذه المجموعات، التي نشأت في فراغ أمني واجتماعي، وتضخمت بفعل الدعم الخارجي والفوضى الطارئة على القطاع.

ولفت إلى أن الحادث قد يمهّد لمواجهات أوسع بين هذه الجماعات وبين قوى المقاومة، التي قد ترى في استمرار نشاطها تهديدًا مباشرًا للنسيج المجتمعي وللمشروع الوطني.

أما على الصعيد الإسرائيلي، فيشكل مقتل أبو شباب وفق أبو رحمة إشارة واضحة إلى فشل نموذج الوكيل المحلي، وتراجع فاعلية سياسة صناعة بدائل فلسطينية تعمل لحساب الاحتلال داخل القطاع.

وأكد أبو رحمة أن مقتل "فاغنر غزة" ليس حادثة معزولة، بل مؤشر على معركة أعمق تدور في الظل حول إعادة ضبط الأمن وتثبيت وجود حماية رسمية لأهالي القطاع، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه حادثة تصفية فردية أم بداية لتفكيك شبكة كاملة من الجماعات المرتبطة بالاحتلال.